ابو تريكه

عنما رفع التيشرت (تعاطفا مع غزه)
فعلها أبو تريكة وترك لنا الخجل

لماذ لم ينسى ابو تريكة كما نسى او تناسى الجميع؟
لماذا لم يترك السياسة بما لها وما عليها وينتبه الى عمله .. ويسكت؟
لماذا لم يتحاشى غضب السادة الأفارقة في 6 أكتوبر والسادة الاوروبيين في زيورخ؟
أكان لزاما عليه ان يجر معه مأساتنا إلى قلب إفريقيا؟
أكان لزاما عليه أن يقلب علينا المواجع في عز الانتصار؟

هذا هو – ببساطة –أبوتريكة الذي نعرفه

أبو تريكة الذي قال قبل أيام أنه لا يشرفه نشر اسمه في الصحف الإسرائيلية بعد أن قامت صحيفة "ويلا" الصهيونية بتخصيص تقرير مطول للحديث عنه تحت عنوان "أسطوره كرة قدم حقيقية" تعقيبا على اختيار الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء لابوتريكة كأكثر اللاعبين شعبية في العالم لدى متابعيهم.

بمنتهى البساطة ارتدى قميصه الأحمر ومن تحته تي شيرت ابيض مكتوب عليه بالعربية والإنجليزية (تعاطفا مع غزة) ونزل الى ارض الملعب يترقب اللحظة التي يحرز فيها هدفا ليكون محل اهتمام الكاميرات فيرفع قميصه الأحمر إلى رأسه ويتضامن مع غزة على مرأى ومسمع من الدنيا .. هكذا ببساطة .. وكان الله سبحانه وتعالى في عونه فلم يحرز هدفا واحدا بل اثنين !

لكن الأمر لم يمر بهذه البساطة المتناهية فأولا فهو قد حصل على انذار أصفر على اعتبار انه خالف القوانين والسلوك الرياضيين باظهار اشارت "سياسية" داخل الملعب، وهو ما منعه من تكرار فعلته في الهدف الثاني.

وثانيا فقد تلقى تحذيرا شديد اللهجة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم من تكرار مثل هذا التصرف مجددا!

لديهم كل الحق!!

قبل عامين تقريبا قام اللاعب الغاني جون بانتسيل - الذى يلعب في صفوف فريق هأبويل تل أبيب الإسرائيلي – بفعلة مشابهة ...

فقد قام بالاحتفال بهدف احرزه في مونديال 2006 الذي أقيم في ألمانيا بأن رفع علم اسرائيل .. هكذا بالبساطة نفسها .. لكن الفارق أنه لم يتعرض لأي عقوبة ولا تحذير شديد اللهجة او بسيط اللهجة.

من حقك يا أبو تريكة أن تفرح بانتصارك ..
ليس على السودان
ولكن علينا
وعلى ضعف نفوسنا
وان ترفع قميصك الأحمر في المباراة القادمة لتكشف عن عبارة